فتيات حضرن مشروع ليلى..”إحنا مش شواذ ولا بندعم المثليين”
الأكثر مشاهدة
تصدر وسم "مشروع ليلى" تريند التغريدات على موقع "تويتر"، عقب رفع بعض الحاضرين في حفل "ميوزيك بارك" الذي أقامته الفرقة في مصر يوم الجمعة 22 سبتمبر، علم المثليين جنسيا المعروف بالـ"رينبو"، وأثار ذلك موجة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، وصلت إلى حد وضع جميع الحضور في خانة (المثليين)، وعقب ذلك تواصل (احكي) مع مجموعة فتيات من محافظات مختلفة من ضمن الحاضرت ليعرف حقيقة ما حدث ووجهة نظرهن فيه.
الحفل الغنائي من منظورهن
بدأت رنا الجميعي ،الصحفية بموقع مصراوي، بشرح المناخ العام للحفل المقيم في إحدى المولات بمنطقة التجمع الخامس، لافتة إلى أن عدد الحضور يفوق 25 ألف شخص شمل جميع الفئات، ومن ضمنهم قطاع كبير من الفتيات المحجبات "مكنتش حسا أننا غريبة وسط الحفلة"، نافية الحديث المتداول عن الحضور، مضيفة أنها كانت برفقة ثلاث صديقات لها.
انتقلت الفتاة العشرينية للحديث عن الضجة المثارة حول رفع العلم بلغة تهكم "أنا مشفتش العلم وهو بيترفع في الحفلة من شدة الزحمة"، مبينة أنها لم تحدد موقفها بعد من "المثليين"، بينما انتقدت منع "الفرقة" من دخول مصر مرة آخرى بسبب (رفع علم)، مقررة أنها لم تدخل أي مناقشة حول الموضوع "أنا كدا هستهلك طاقتي في الفاضي، ومش هدخل في معركة وهمية".
على الرغم من امتناع "الجميعي" من الدخول في ذلك الجدل إلا أنها لم تنجو من الرسائل الاستنكارية التي تأتي إليها للاستفسار عن حضورها للحفل" أنتي بتسمعي مشروع ليلى أنتي بتأيديهم"، وكان السبب وراء ذلك تعليق لها على أحدى الفيديوهات المنشورة التابعة للحفل.
رفع العلم بين القبول والرفض
ذهبت "دينا شاهين" الطالبة بالصف الثاني الثانوي بنبرات صوت هادئة بشرح نوع موسيقى "مشروع ليلى" قائلة: " مشروع ليلى فرقة موسيقية للروك البديل-alternative rock – ودا نوع جديد من الموسيقى المتفردة والمختلفة شوية بالنسبة للوطن العربي وطبعا كعادتنا كعرب و كمصريين بالذات بنهاجم أي حاجة منفهمهاش ومنعرفهاش."، مبينة أن السبب الكامن وراء الأقلية التي تحب موسيقى المشروع، الذي ظهر عام 2008 نتاج ورشة عمل موسيقية في الجامعة الأميركية في بيروت، هو مناقشة العديد من القضايا الهامة من خلال الأغاني وليس لأن "حامد سنو" مؤسس الفريق "مثلي الجنس".
وبغضب شديد انتقدت الطالبة التي تعيش في إحدى محافظات الدلتا رفع "علم الرينبو" في الحفل الغنائي واصفة ذلك الفعل بالغباء "الباند ملهاش ذنب أن شوية مغفلين رفعوا علمين في الحفلة لأن احنا في مصر مش في كاليفورنيا".
واستخدمت "دينا" القضايا التي تناقشها كلمات الأغاني التي تقدمها الفرقة المكونة من خمسة أعضاء كسلاح دفاع لمواجهة الهجوم على أعضاء المشروع، مبينة أن أغنية (فساتين) كانت عن الحب بين الأديان و الطبقات المختلفة، فيما انتقدت أغنية (للوطن) الحكومات العربية و السياسة القمعية، وأغنية (ونعيد ونعيد ) عن الثورة و المقاومة ضد القمع و الإحتلال الصهيوني و القتل و أهدوها للشعب الفلسطيني و السوري.
ولفتت إلى أنهم لم يغفلوا العنصر النسائي فكانت أغنية (بنت الخندق) عن المرأة والمطالبة بتحررها من قيود المجتمع، ودافعوا عن المرأة العربية و المسلمة بأغنية (رومان)، كما خاطبت أغنية (إني منيح - إيكاروس) فشل طموحات و أحلام الشباب العربي و ضياعه.
"اتحرمت من أني أحضرلهم لايف تاني" بنبرات حزن شديدة وصفت "شاهين" تأثير فعل منع الفرقة من دخول مصر مرة أخرى عليها، مبينة أن مدينتها خرج منهما ثلاث حافلات أي ما يقرب من 300 شخص لحضور الحفل.
أهالي وسط الحفل الغنائي
على بعد 149 كم ومسافة لا تقل عن ثلاث ساعات أتت السيدة الأربعينية "رحاب محمد- اسم مستعار"، برفقة زوجها وابنتيها من محافظة كفرالشيخ، وقضت أكثر من 14 ساعة في منطقة التجمع الخامس لتلبية رغبة ابنتيها التي تتراوح أعمارهم بين 16 والـ18 عامًا لحضور حفل "فرقة مشروع ليلي"، وبلغة مليئة بالغضب علقت على موجة الانتقادات السائدة الموجهة لجمهور الحضور عبر مواقع التواصل الاجتماعي "كلام كدب ...الحضور كله جمهور عادى والحفلة كانت جيدة"، مستكملة حديثها عن رفع علم المثليين "إن كان فيه فعل فردي حصل، يخص اللي عمله".
شارحة لـ(احكي) أنها لا تتابع مشروع ليلي ولكن السبب الرئيسي وراء مجيئها هو رفقة ابنتيها نظرا لسيل التعليقات السيئة التي غمرت الفيسبوك قبل الحفل، مؤكدة على أن ما حدث لا يترك لديها أثر سلبي على الإطلاق بل عزز تأييدها للفرقة "اللي حصل مش هيأثر عليا بمعنى لو الحفلة اتكررت تاني هوديهم".
لم تنجو "رحاب" من الرسائل الخاصة من أجل الاستفسار عما حدث وتلقت العديد من الاتهامات، وتركز ردها على هذا النوع من الرسائل، حول مطالبة الدولة بتوجيه اهتمامها حول القضايا ذات الأولوية مثل الملف الصحي والتعليمي والفقراء ومن ثم مناقشة موضوع "المثليين".
قال الدكتور رضا رجب ،وكيل نقابة المهن الموسيقية، إن النقابة قررت وقف الحفلات المقبلة لتلك الفرقة، مؤكدًا خلال حديثه مع برنامج الشارع المصري الذي يقدم على قناة العاصمة "أننا لسنا جهة قمع ولكن مثل تلك الحفلات لن تقام بمصر مرة أخرى."، في سياق ذلك علقت سميرة حاتم الطلبة بالسنة الأولى بكلية طب عين شمس "اللي يمنع يمنع، التريند ده هيتنسي ومشروع ليلى هيفضلوا يعملو أغاني وأعداد اللي بيحبوهم هتزيد".
وعن موقفها مما أثار حول الحضور، أكدت أنها تتمنى أن تغلق موقع الفيسبوك وتسمع موسيقى مشروع ليلى في سلام بمعزل عن تلك المهاترات –على حد وصفها- ولكن متابعة أخبار الجامعة والدراسة هي ما تجبرها على الوجود في ساحة الفيسبوك " حبي ليهم زاد أكتر و هفضل أسمعهم لأنهم بيكسروا تابوهات و مثقفين و الميوزيك بتاعتهم جاحدة.. بس زعلانة أني مفيش فرصة أشوفهم لايف تاني".
الكاتب
سمر حسن
الأربعاء ٢٧ سبتمبر ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا